26 - 06 - 2024

عجاجيات | الحجاج غير النظاميين

عجاجيات | الحجاج غير النظاميين

الحمد لله رب العالمين الذى جعل اللجوء إليه ميسرا فى أي وقت على مدار اليوم، وفي أي يوم على مدار الأسبوع والشهر والعام، وجعل اللجوء إليه ميسرا طوال عمر الإنسان. 

اللجوء لله سبحانه وتعالى بالذكر والدعاء لا يحتاج لتأشيرات ولا موافقات ولا رسوم ولا تحريات ولا تكاليف مواصلات برية أو جوية.. فالإنسان لا يحتاج سوي أن يقول يارب، ويقف بين يدي الله للصلاة، لا يحتاج لأكثر من التطهر والوضوء.. فالصلاة بمثابة معراج العبد لرب العالمين.. ويستطيع أي إنسان مهما كان أن يعرج إلى الله في أي وقت بالنهار أو بالليل، ويجد أبواب السماء مفتوحة أمامه.. لا فرق بين غنى وفقير أو أبيض أو أسود أو عربى وأعجمي، فالكل سواء فى رحاب أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. 

قفزت هذه الخواطر إلى رأسى وأنا أتابع حملات رجال الشرطة السعودية على ما يسمى بالحجاج غير النظاميين أو بالأحري ضيوف الرحمن غير النظاميين.. وقلت لنفسى أنا مع احترام الأنظمة والقوانين والقواعد المنظمة للحج.. وقلت لنفسي أيضا أنا مع قاعدة لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأنا مع الحج لمن استطاع إليه سبيلا، ولكننى وأنا أتابع فيديوهات اقتحام مقرات إقامة ما يسمى بالحجاج غير النظاميين فى مكة المكرمة والمدينة المنورة، تمنيت أن تكون السلطات السعودية أكثر تسامحا وأكثر تقديرا لظروف وملابسات هؤلاء غير النظاميين وكلهم من المشتاقين لأداء الفريضة وزيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وتمنيت أن تراعى السلطات السعودية أنهم من ضيوف الرحمن قبل أن يكونوا من ضيوف السعودية وسلطاتها.. وأنهم لبوا دعوة أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والمؤكد أن على الدول الإسلامية جميعها أن تتأكد من نظامية من يتوجهون للسعودية لأداء فريضة الحج، حفاظا على كرامتهم وحفاظا على جلال هذه العبادة، الركن الخامس من أركان الاسلام. 

دعوت الله أن يوفق قادة السعودية للقرارات الصائبة المتسامحة، ودعوت الله أن يحفظ ويرضي كل ضيوفه النظاميين وغير النظاميين.. وأديت ركعتي شكر لله أن جعل اللجوء إليه بلا واسطة وبلا تأشيرة وبلا موافقة من أي جهة.. والذى يرحب بكل من يقف بين يديه ويلجأ إليه بغض النظر عن درجة نظاميته.
-------------------------------
 بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | إلى الحاج عبدالفتاح السيسى





اعلان